في ذكرى كرامة الوطن وكرامة العرب .. نحن الجنود.....كنا وما زلنا مشاريع شهادة

بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة 

* لن اتحدث هذه المرة عن معركة  الكرامة كمحلل عسكري من حيث مجريات المعركة وبسالة جنود جيشنا العربي، وإنما سأتحدث عن دلالات وابعاد هذه المعركة وما هو دورنا في ترسيخ هذه الانجازات والتضحيات على كل مساحات الوطن الغالي، وسوف اتوقف عند كل ما قيل وكتب عن بطولات وبسالة جيشنا العربي وهم يكتبون التاريخ بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم والتحامهم مع قوات العدو وأسر العديد منهم وهم مكبلون بالسلاسل  ، بعد أن حطم جيشنا العربي أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ؛ واجبر العدو على طلب وقف اطلاق النار..لكن الحسين العظيم الذي كان يقود المعركة بنفسه رفض طلب العدو..قبل ان ينسحب جنوده وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة  .

* بكل فخر استطاع الاردن بقيادته الهاشمية ان يذل إسرائيل ويهزمها  بعد 15 ساعة من بدء المعركة  ،  وتاليا اهم ما قيل في هذه المعركة العظيمة :

- صحيفة نيوزويك الأمريكية قالت: “لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي”.

- حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك  قال: “إنَّ إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته إسرائيل في حرب حزيران”.

- المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية قال: “لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية”.

* وانا قلت عندما كنت برتبة ملازم أول  في احد مقالاتي في مجلة الأقصى ان كل منتسبي نشامى جيشنا العربي ومنذ تأسيسه كانوا ولا زالوا مشاريع شهادة ،  وخُلقوا للتضحية والشهادة ليسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم  ليكتبوا بدمائهم الطاهرة تاريخًا كاملًا في أبهى صور التضحية وأسمى آيات العطاء والوفاء والولاء والانتماء للوطن وقيادته.

- في 21 آذار 1968 خفقت ورفرفت رايات النصر في أرض الكرامة ، عندما استسلم جنود الجيش الإسرائيلي الغازي وهو مكبل بالجنازير في ساحة المعركة  

- من خلال هذا المقال ابعث برسائل وطنية إلى الجميع في مؤسسات الوطن الغالي ان يعملوا على  تجذير وترسيخ  بطولات جيشنا العربي في ذهنية وعقول أجيال هذا الوطن من الروضة مرورا بالمدرسة وصولا إلى  الجامعات والمؤسسات من خلال زيارات مبرمجة إلى موقع المعركة وصرح الشهيد  وعلى مدار العام ...وهذا ما شاهدته عندما كنت في مصر وزرت بانورما 6 اكتوبر 1873، حيث لاحظت عشرات الحافلات تنقل طلاب المدارس وطلاب الجامعات لزيارة البانوراما التي تجسد ملحمة عبور قناة السويس 1973 ...بالاضافة الى البوسترات والمعارض المفتوحة في كل محافظات مصر..والذي اتمنى أن نجسد معركة الكرامة في كل محافظات المملكة وليس في عمان فقط .

- ختاما ونحن نعيش مرحلة الذكرى ال 54  لهذه المعركة المجيدة نستذكر تغريدة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه على تويتر اليوم عندما قال : "اليوم هو يوم الجباه المرفوعة المزينة بشعار الجيش العربي.. النشامى الذين  انتزعوا النصر في يوم الكرامة...".  

حمى الله الوطن والقائد والجيش العربي  الذي هو أعز ما لنا واغلى ما فينا...