ذكرى الجلوس الملكي

1

 

بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي 
مدير عام المؤسسة الأقتصادية والأجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء


تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة في  التاسع من حزيران من كل عام بمحطة مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، حين اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني، عرش المملكة الأردنية الهاشمية،و تسير القافلة ، وتتجلى أصالة التاريخ وحداثة الحاضر ورؤى المستقبل في القيادة الهاشمية منذ أن أطلق شريف مكة الحسين بن علي الرصاصة الأولى معلنا الثورة العربية الكبرى وتتواصل المسيرة بتأسيس إمارة شرق الأردن وإعلان الاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية  واستشهاد الملك عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه أمام المسجد الأقصى  وتسليم الراية إلى الملك طلال بن عبدالله  ثم الملك الباني الحسين بن طلال تغمدهما الله برضوانه وواسع رحمته ،وتنتقل الراية إلى الملك الشاب عبدالله الثاني بن الحسين فكان خير خلف لنعم سلف.
حيث يتطلع أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة إلى عيد الجلوس الملكي الثاني والعشرون ، بفخر واعتزاز، وعزيمة وإرادة وتصميم، لإعلاء صروح الوطن، وصون وحماية مقدراته، وجعله أنموذجا يَحتذى في الريادة والإبداع. ونحو مستقبل أفضل، يمضي الأردنيون، بقيادة جلالة الملك، مستندين إلى أسس راسخة في الإصلاح والعدالة، والحرية والمساواة، وإلى نموذج متميز من الوحدة الوطنية والعيش المشترك، متجاوزين كل التحديات الإقليمية المحيطة، والتي لم تزيدهم إلا صلابة وقوة، ومنعة وصمودا.
ومنذ اعتلاء جلالته العرش عمل على ترسيخ مؤسسات الدولة، وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل والمستدام، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ودعم مسيرة السلام العالمي وتعزيزها ونهض جلالته بمسؤولياته تجاه أمته العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، من أجل تحقيق الأفضل لشعوبها في حياة حرة كريمة مستندا إلى إرث هاشمي نبيل ومحبة شعب أبيّ كريم، وتقدير عربيّ وعالميّ لدور الأردن الرياديّ في مختلف الميادين.

و يشكل الأردن، بقيادة جلالة الملك، نموذجاً للدولة القوية الراسخة، والتي تسير وفق خطط علمية وعملية في مواصلة عملية الإصلاح الشامل، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية وصون حقوق الإنسان وتعزيز الحوار.
وإلى جانب هذه الأولويات، يواصل الأردن بقيادة جلالته، دوره التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحفاظ على عروبة القدس وهويتها بدعم وتثبيت أهلها وتعزيز وجودهم، حيث ما زالت القضية الفلسطينية وتأكيد حق الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، في طليعة القضايا التي يحرص جلالة الملك على دعمها وصولا إلى سلام عادل وشامل، يجنب المنطقة والعالم المزيد من الصراعات والحروب.
وعلى الرغم مما تشهده المنطقة من ظروف سياسية واقتصادية إقليمية وعالمية، إلا أنه واصل مسيرة النمو والتقدم الاقتصادي، حيث أصبح دولة عصرية منفتحة تنسجم والاقتصاد العالمي وتواكبه من حيث التطور الاقتصادي والبيئة الجاذبة للاستثمار.
عاش الأردن .. وعاش الملك .. ونحن نحتفل بأغلى المناسبات على قلوبنا .. عيد الجلوس الملكي على العرش  ونقدم خالص التهنئة لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أطال الله في عمره وللعائلة الهاشمية وللجيش العربي الباسل  وأجهزتنا الأمنية  وللأسرة الأردنية  وحما الله الأردن وكل عام والأردن والأردنيين بالخير والرفاه .