بقلم : اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي
مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء
بقلوب مفعمة بالاعتزاز والولاء يحتفل الأردنيون بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، يحتفلون فيها بزعيمهم وقائدهم الذي كرّس حياته لخدمة وطنه وشعبه، وجعل من الأردن نموذجًا في الصمود والبناء والتقدم ، ليمثل هذا اليوم محطةً لتجديد العهد بين القائد والشعب ، وتجسيداً للعلاقة المتينة التي تربط جلالة الملك بأبناء شعبه، وتعبيرًا عن تقدير الأردنيين العميق لمسيرته المليئة بالعطاء.
فمنذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999، وضع رؤيته الحكيمة لمستقبل الأردن، مرتكزًا على بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون، وكانت الإصلاحات الشاملة محور اهتمامه، إذ حرص جلالته على تعزيز الشفافية والنزاهة في كافة مؤسسات الدولة، وإطلاق العديد من المبادرات الهادفة لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وتوفير فرص العمل لهم، ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية لتكون الأردن نموذجًا لدولة عصرية تواكب روح العصر فقاد جلالتة مسيرة تنموية طموحة لتطوير البنية التحتية وتعزيز بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات، بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها الأردن نتيجة التحديات الإقليمية والعالمية ، وقد اتخذت المملكة خطوات كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والسياحة، والصناعة، وقطاع الخدمات، لتشجيع الاستقلال الاقتصادي وتعزيز الإنتاج الوطني ، كذلك، حرص جلالته على توفير الدعم اللازم للأسر ذات الدخل المحدود والمناطق النائية، من خلال العديد من المبادرات الملكية الهادفة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
فكانت قضايا التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية من أولويات جلالته. حيث دعم تطوير المناهج الدراسية لتهيئة الشباب لسوق العمل، وتطوير النظام الصحي لتوفير الرعاية الصحية الجيدة لكافة المواطنين، خاصة في ظل التحديات الصحية التي واجهتها المملكة، مثل جائحة كورونا. بفضل قيادة جلالة الملك، استطاع الأردن تجاوز تلك الأزمة بنجاح يُحتذى به إقليمياً وعالمياً.
ولا يمكن الحديث عن إنجازات جلالة الملك عبدالله الثاني دون الإشارة إلى دعمه الكبير للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية. فقد واصل جلالته الاهتمام برفاق السلاح، المتقاعدين من القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، حرصًا منه على تكريم تضحياتهم وتقديرًا لجهودهم المستمرة في الدفاع عن الوطن. وعمل جلالته على تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير فرص التدريب والتأهيل لهم، ليظلوا قوة فاعلة في تعزيز استقرار البلاد وحماية حدوده.
على الصعيد الإقليمي والدولي، يظل جلالة الملك عبدالله الثاني مدافعًا قويًا عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. إذ يشدد جلالته في كافة المحافل الدولية على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. كما يواصل جلالته دعمه لأهل القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدًا على الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، ومؤازرًا لصمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.
و بالرغم من الأزمات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة، إلا أن الأردن بقي صامدًا، بل وأصبح وسيطًا للسلام في أكثر من مناسبة، بفضل دبلوماسية جلالة الملك الحكيمة التي جعلت من الأردن جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، ومنبرًا للسلام والتفاهم بين الأمم. وقد حظي الأردن بفضل هذه السياسة باحترام وتقدير المجتمع الدولي، ليكون صوتاً للحق والعدالة، ومثالاً على الاعتدال في منطقة مضطربة.
في عيد ميلاد جلالة الملك، يعبر الأردنيون عن اعتزازهم العميق بقائدهم الذي يجسّد أحلامهم وتطلعاتهم، ويقودهم نحو مستقبل مزدهر. يجدّدون ولاءهم وانتماءهم، متطلعين إلى المزيد من الإنجازات تحت قيادة جلالته. ، وللتأكيد على المسيرة المضيئة التي أطلقها الهاشميون على مر التاريخ، ليظل الأردن وطنًا شامخًا في وجه التحديات، ينعم بالأمن والاستقرار، ويمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل لأبنائه.
كل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بألف خير، ونسأل الله أن يديمه للأردن والأمة العربية والإسلامية نصيرًا وحاميًا لقضاياها العادلة